عبد اللطيف الوراري
تلقّي الرواية بين فضاءين:
أي عمل أدبي كُتب في الأصل ليقرأ، لكن ماذا يريد المؤلف قوله في هذا العمل أو ذاك؟ من المعروف في نظرية الأدب الحديث أن النقاد بخصوص قصد المؤلف ينقسمون إلى طائفتين: أنصار التفسير (دعونا نحاول فهم ما يخبرنا به المؤلف) وأنصار التأويل (دعونا نحاول فهم ما يقوله النص بشكل مستقل عن المؤلف).
في هذا السياق، يتعدد متلقو العمل، حسب أذواقهم وتوجهاتهم، ومن ثمة يصير العمل مفتوحا لا نهائيا، أي لا يمكن اختزاله إلى قصد واعٍ وعن سبق إصرار. غير أن الأسوأ بين هؤلاء المتلقين هو من يُخضع هذا العمل لهذا القصد ويحاكمه على أساس أيديولوجيا محددة وقاسرة، فيكون مأخوذا بتقلب تأثيراته، ومن ثم يشوه حقيقة النص لأنه يُحوله ويحشره في حيز ضيق، ويمارس عليه قراءة متعاطفة وإسقاطية ومتماهية مع ذاتها، لكنها مرتعبة من حقيقة «المرجع» الذي يتراقص على أطرافه على نحو ضمني أو ملغز. هذا ما حصل لرواية عدنية شبلي «تفصيل ثانوي» مع متلقيها وفق أيديولوجيا رخيصة وعديمة الوازع مثل «معاداة السامية».
فقد مُنحت الكاتبة الفلسطينية، قبل أيام، جائزة ليبراتور برايس «LiBeraturpreis» لعام 2023 عن روايتها «تفصيل ثانوي» (دار الآداب، 2017) وهي جائزة مخصصة لآداب افريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. ورأت لجنة التحكيم في الرواية الفائزة «كعمل فني محكم يحكي عن سطوة الحدود، وما تفعله الصراعات الدموية في البشر» فهي «تلتفت بيقظة كبيرة إلى تفاصيل ثانوية تتيح لنا أن ننظر إلى جراح وندوب قديمة تتوارى خلف السطح». وكان من المقرر أن تتسلم صاحبة الرواية جائزتها المستحقة التي تمنحها جمعية LitProm، في العشرين من أكتوبر/ تشرين الأول بمناسبة انعقاد فعاليات معرض فرانكفورت للكتاب. غير أن الأحداث الدراماتيكية التي تسارعت بعد العملية الفدائية التي نفذها مقاومو حركة حماس، وسُميت بـ»طوفان الأقصى» وانحياز الغرب إلى الرواية الإسرائيلية من طرف معظم ساسته ومثقفيه وإعلامييه في نشرات الأخبار بشكل سافر وغير موضوعي، قلب تلقي الرواية رأسا على عقب بعدما نُعتت بكونها «معادية لإسرائيل وللسامية» وتظهر الإسرائيليين في صورة «مغتصبين وقتلة» ما أثار ردود فعل مناوئة تحاكم الرواية وتطالب بإلغاء منح الجائزة لصاحبتها عدنية شبلي، وسارعت إدارة معرض فرانكفورت إلى إلغاء حفل تسليم الجائزة، وبررتْ ذلك بأنها تريد أن تُسمع «الأصوات الإسرائيلية».
في المقابل، واحتجاجا على هذا الإلغاء، وعلى سياسة المعرض المؤيدة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، دعا كتاب عرب وجمعيات وهيئات ودور نشر من الوطن العربي، إلى مقاطعة معرض فرانكفورت الدولي للكتاب في دورته (75) وسحب المشاركة في فعالياته. وهذا في حد ذاته شكل عامل ضغط على إدارة المعرض، التي تراجعت عن خطابها الانحيازي بلغة تبريرية سخيفة على لسان مديره يورجن بوس: «لقد تأثر الملايين من الأبرياء في إسرائيل وفلسطين بهذه الحرب الرهيبة، وأود أن أؤكد مرة أخرى أن تعاطفنا معهم جميعا. يرمز معرض فرانكفورت للكتاب إلى اللقاء السلمي بين الناس من جميع أنحاء العالم. منذ بداياته، كان معرض الكتاب دائما يدور حول الإنسانية، وكان تركيزه دائما على الخطاب السلمي والديمقراطي. حرية التعبير هي العمود الفقري لصناعة النشر لدينا» وأضاف أن «تأجيل حفل الجائزة كان قرارا اتخذته الجمعية المنظمة».
منذ أن صدرت رواية «تفصيل ثانوي» وهي الثالثة في مسار عدنية شبلي الروائي بعد عمليها «مساس»(2001) و»كلنا بعيد بالمقدار ذاته عن الحب» (2003) لقيت صدى طيبا من جمهور القراء واستحسان النقاد، ولاسيما بعد أن ترجمتها إليزابيث جاكيت إلى الإنكليزية، فقد وصفتها الدار الناشرة بأنها: «تأمل جميل في الحرب والعنف والذاكرة والظلم والمعاناة الدائمة للشعب الفلسطيني في مواجهة احتمالات لا يمكن التغلب عليها» واختارتها جريدة «نيويورك تايمز» ضمن كتبها المميزة لعام 2020.
سردية الشتات والبحث عن الحقيقة
منذ أن صدرت رواية «تفصيل ثانوي» وهي الثالثة في مسار عدنية شبلي الروائي بعد عمليها «مساس»(2001) و»كلنا بعيد بالمقدار ذاته عن الحب» (2003) لقيت صدى طيبا من جمهور القراء واستحسان النقاد، ولاسيما بعد أن ترجمتها إليزابيث جاكيت إلى الإنكليزية، فقد وصفتها الدار الناشرة بأنها: «تأمل جميل في الحرب والعنف والذاكرة والظلم والمعاناة الدائمة للشعب الفلسطيني في مواجهة احتمالات لا يمكن التغلب عليها» واختارتها جريدة «نيويورك تايمز» ضمن كتبها المميزة لعام 2020. صعدت الرواية إلى القائمة القصيرة لجائزة الكتاب الوطني للأدب المترجم عام 2020، كما ترشحت للقائمة الطويلة لجائزة البوكر الدولية التي تمنحها مؤسسة مان بوكر في لندن 2021، وللقائمة القصيرة لجائزة الأدب الدولية التي تمنحها دار ثقافات العالم في برلين عام 2022.
تدخل الرواية في إطار سردية الشتات والبحث عن الجذور والكشف عن الحقيقة التي لا تسقط بالتقادم على الإطلاق، وتنتظم حبكتها الخاصة على قسمين: يعود بنا القسم الأول إلى أغسطس/آب 1949، أي بعد عام من النكبة، حيث يعسكر مسؤول كتيبة إسرائيلية مع جنوده في أحد أطراف صحراء النقب، إذ أوكلت إليه مهمة ترسيم الحدود مع مصر ومنع المتسللين العرب من اختراقها، كما يقوم وجنوده بمناورات على القتال في وسط الصحراء، وينتهي هذا القسم بجريمة اغتصاب الضابط لامرأة فلسطينية شابة تصادف وجودها في الصحراء، قبل أن يأمرهم بقتلها وطمر جثتها تحت رمالها (المتحركة ).
في القسم الثاني، بعد أكثر من خمسة عقود، تقرأ فتاةٌ فلسطينيةٌ، وهي موظفة من رام الله في العشرينيات من عمرها، تحقيقا لكاتب يهودي في جريدة إسرائيلية عن تلك الجريمة المرتكبة في المعسكر، وتقرر أن تتقصى آثارها بحثا عن الحقيقة، وإشباعا لفضول شخصي لأن هناك تفصيلا ثانويا يهمها هو أن تاريخ وقوع هذه الجريمة يصادف يوم ميلادها. ولهذا، تسافر المرأة في بطولة خاصة إلى صحراء النقب، لاكتشاف ملابسات الجريمة وتقصي الحقيقة، وتستعير هوية فتاة أخرى حتى تستطيع عبور الحواجز وبلوغ عين المكان، مستعينة بتفاصيل ثانوية، لكنها كثيفة وموحية تقطع مع حالة البرود والتجرد التي سادت في بدايات الرواية، وتنقلنا في رحلة الإيمان والشغف والإحساس بالاضطراب والخوف، إلى ماضي الاحتلال الذي يمتد إلى حاضر قميء ومحاصر، ووسط جغرافيا المكان التي تغيرت أسماؤها وباتت تشرذمها نقاط الحدود والحواجز اللاأخلاقية، بل تنبعث من كواها وممراتها أصوات المفقودين الذين تواروا إلى غير رجعة.
فالجريمة التي وقعت قد تكون بمثابة تفصيل «ثانوي» لكنه حافز تَولد بالشغف، يقود الساردة إلى طريق البحث عن معنى لوجودها في التاريخ، لأن هذا التفصيل يعكس في حد ذاته، ودون أن تفصح عنه الأحداث بصوت جهوري ومساحيق بلاغية، زخم الحقيقة المطمورة التي لا تموت، وتظل تحفظ أصوات ضحاياها، وبالتالي يعكس مفهوم الكتابة عند عدنية شبلي التي تتخلص من «وهم» المطابقة مع الواقع ولغة تسجيلاته المونوغرافية الضاغطة كيفما اتفق، بل تترك للغة داخلها أن تبدع شكل ذاكرتها وحضورها لقول ما يتعذر قوله، وتحذر من أن تبتلعها خلفية أحداث الواقع المضطرب، أو تستكين بسهولة لواقع «اللاتوازن» بين صوتين وفضاءين وتاريخين. فرغم أن الكاتبة التي ولدت في رام الله عام 1974، تنتمي إلى جيل الشتات والمنفى، ورأت النور على مشاهد التهجير والقتل والاستيطان، وشاهدت الانتفاضات الشعبية ضد الاحتلال منذ أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، فإنها لم تُوجه روايتها من أجل التحريض على العنف أو الكراهية، بل أرادتها لسان حال المنفيين في كل زمان ومكان، عربي وغير عربي، بلغة إيحائية وشديدة التكثيف. ومن قرأ الرواية يدرك أنها براء من «معاداة السامية» وما تستعيدها هو في الأصل واقعة تاريخية وثقتها الصحافة الإسرائيلية نفسها على نحو يفيد كل قارئ (مؤرخا كان أو فنانا أو أديبا) بالأحرى أن يكون فلسطينيا، للعودة إليها واستثمارها بصورة أو أخرى، لكن تلقي الرواية، ضمن شروط وسياقات أخلاقية وأيديولوجية، هو مصدر رعب وقلق بالنسبة إلى سلطة الاحتلال الصهيوني، فسرد الجريمة ضمن محمولاته المرجعية والجمالية، هو في حد دليل إدانة على اغتصاب الناس الأبرياء والتلف الذي أصاب ذاكرة الجغرافيا ومحاولة تزييف التاريخ، وليس عند هؤلاء المتلقين المخفورين بالأساطير لستر عوراتهم، سوى تهمة «معاداة السامية» التي تجد صداها الأثير والمؤثر في الوجدان الغربي وقراءته الانتقائية.
مواقف منددة
إلى جانب بعض المواقف السيئة واللاأخلاقية التي اتخذها بعض الكتاب الفرنكفونيين من أمثال الطاهر بن جلون وبوعلام صنصال وغيرهما مما يجري في غزة من عدوان وحشي سافر، فقد احتج أكثر من ستمئة كاتب (من بينهم ثلاثة حصلوا جائزة نوبل في الأدب: آني إرنو، وعبد الرزاق قرنح، وأولغا توكارتشوك) وناشر ومترجم، على إلغاء الجائزة، وعلى «معرض فرانكفورت للكتاب الذي يريد أن يجعل الأصوات الإسرائيلية «مسموعة» بينما يقلص المساحة المتاحة للأصوات الفلسطينية، وذلك في بيان نشرته صحيفة «لوموند» الفرنسية واسعة الانتشار. وهذه بعض مواقف الكتاب والمثقفين الذين تضامنوا مع الكاتبة الفلسطينية، وبعضهم سحب مشاركته من أنشطة المعرض:
• إيهاب بسيسو: إن لم تكن هذه هي العنصرية؟ فما هي العنصرية؟ عدنية شبلي مبدعة فلسطينية، أهم من هذه التكريمات، وهذه الازدواجية التي تدعي الإيمان بالحرية غير أنها تخفي طبقات من عنصرية مقززة ضد الشعوب المضطهدة (غير البيضاء).
• سامر أبوهواش: نسي الأوروبيون أن الاضطهاد والديكتاتورية والقتل المجاني، وكل ما عانوا منه خلال الحربين الكونيتين، تبدأ كلها بحرق الكتب وحظر حرية التعبير ومنع النقاش، متغافلين أنهم على الأرجح بمثل هذه الإجراءات التعسفية المفتقدة إلى العقل والمنطق، يزرعون بذور كراهيات جديدة، وهويات قاتلة جديدة، سوف تتجاوز في نتائجها وآثارها كل ما شهدناه حتى الآن من صراعات وحروب.
• إسماعيل أزيات: سلوك أكثر من مريع، أكثر من لاأخلاقي من معرض للكتاب في ألمانيا، لا يكشف عن مجرد نفاق سياسي، إنه يعري زيف «الليبرالية الغربية» قبل أشهر، كانت رواية الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي «تفصيل ثانوي» تستحق جائزة ذاك المعرض لقيمتها الفنية والأدبية، ولربما لاعتبارات أخرى (تُرجمت الرواية إلى الفرنسية والإنكليزية والألمانية) وما كانت «معادية للسامية» لكنها صارت، بعد الذي جرى ويجري في فلسطين المحتلة الآن «مناوئة لهذه السامية» ومن ثم ما عادت جديرة بهذا الاستحقاق، هذا التفصيل ليس ثانويا، إنه أساسي وجوهري.
• سعيد خطيبي: كان يُفترض أن أُشارك في معرض فرانكفورت للكتاب، الأسبوع المقبل في ندوتين، الأولى عن «نهاية الصحراء» والثانية عن «الأدب العربي الحدي» لكن إزاء الموقف السياسي الذي أعلنه معرض فرنكفورت، بالانحياز إلى طرف ضد الآخر، أمام ما يحصل من مأساة في غزة، في وقت كنا نتمنى فيه أن يلعب الأدب دورا في تقريب وجهات النظر وفي تأسيس حوار يخفف ما نعيشه من آلام وإزاء أيضا الظلم الذي تتعرض له الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي، حيث أُلغي حفل تسليم جائزتها كذلك، وتعرضت لحملة إعلامية غير منصفة وبعيدة عن الموضوعي، قررت إلغاء مشاركتي في معرض فرانكفورت هذا العام.
• أحمد الشهاوي: كان من المفترض ومن الأخلاقي أن ينأى معرض فرانكفورت الدولي للكتاب – وهو المعرض الأهم والأكبر عالميا- عن هذا التضامن السافر الظالم، مع الاحتلال الإسرائيلي على أشقائنا في غزة، لأن هناك فصلا بين السياسة والثقافة وأن يكون بعيدا عن السقوط في وحل هذا الانحياز، لكننا نعرف أن ألمانيا النازية تمارس غسل يديها مما فعلت مع اليهود، والشيء نفسه تفعله الآن إسرائيل في محرقة أمام العالم أجمع، خصوصا أن المظاهرات عمت دول أوروبا والغرب وأمريكا بشكل عام، مؤيدة الحق الفلسطيني ومعلنة أن ما يجري على أرض غزة هو محرقة جديدة وتهجير جديد وممارسة صهيونية للتخلص من شعب بأكمله لا يضعون في الحسبان التفريق بين مدني وعسكري.
• مها بكر: ولأن للأدب دوره الأخلاقي العظيم، يحاولون التعتيم على أي سردية تريد أن تهدي للأرض، حتى ولو ضوءا قليلا يمنعنا من السقوط.. الكتاب وردة الجمال يفتح الطريق أمام القلوب النظيفة والعقول التي تصنع الحياة والفلسفة والموسيقى والأجنحة بلا دم.. الكتاب لا يقتل بشرا، فلماذا يمنعون حقنا في طرح الأسئلة والوجود معهم مثلَ شجرة بجوار شجرة، وليسَ كضحية لا تكف عن الانحناء لهم بلون الألم والخبز المُر.. هي ليست سذاجة …لكننا نأخذ جذورنا معنا أينما ذهبنا.. جذور الكتابة والمطر والشمس والبيوت والنوافذ المفتوحة والأيدي التي ستلوح لألف عام.
• محمد حقي صوتسين: جغرافية الخزي تتسع. هل تظن يا أيها الفاشي والعنصري أنك قادر على منع عدنية شبلي من الكتابة وغيرها من الأقلام، ومنعنا نحن أيضا من قراءتها وترجمتها؟
• رائد وحش: إذا نظرنا إلى النقد السلبي فإنه يتمحور حول الاعتراض على طريقة تصوير الجناة. هذا هو جوهر المشكلة، ولا شيء آخر. فالرواية تحكي قصة حقيقية حول امرأة فلسطينية تعرضت لاغتصاب جماعي من جنود إسرائيليين عام 1949. هنا يمكن أن نتساءل: لماذا نتقبل وصف الجنود المغتصبين عادة، في الواقع كما في الروايات والأفلام، على أنهم شخصيات سلبية ومتوحشة، لكن هذا يجب أن يتغير عندما يكونون إسرائيليين؟ يبدو أن المعترضين على الرواية يريدون من الكاتبة أن تكون في صف مغتصبي الفتاة. هل توجد عقولٌ مُسممةٌ أكثر من هذه؟ الحديث حول هذه الرواية القصيرة جزء مكثف من الجدل الألماني الذي يرفض منح أي مساحة لمعاناة الفلسطينيين، مع أنها ثبتتْ تاريخيا (في هذه الرواية على سبيل المثال) وتثبتُ من خلال الأحداث الجارية في غزة.
جاء حرمان الرواية من التكريم كي لا يُفرض على الإسرائيليين، والمتضامنين معهم بطبيعة الحال، أن يشاهدوا اعترافا بسيطا بالمأساة الفلسطينية، حتى لو على شكل تكريمِ روايةٍ، في محفل ثقافي مهم مثل معرض فرانكفورت للكتاب.
لا نحتاج أن نكون من المؤمنين بنظرية المؤامرة لنخمن الاتجاه الذي ينبغي أن يتخذه الخطاب العام؛ منع حفل التكريم هو منع للتعاطف مع الفلسطينيين، خصوصا في اللحظة الحالية التي يجري فيها العمل بدأبٍ شديد للتغطية على جريمة كبرى. أما نحن فعلينا أن نكون شهودا مرة أخرى على تقنيات حماية مرتكبي الجريمة.


لا تعليق