أيها الوعد المتغضّن،
وتلك الأقمار التي تُعفّر وجهها في عمولات الدّم،
فيمَ تنفعك شهاد يائس على عصر مظلم؟
أنا لا أرتجف من البرد،
ولكن ثمّة أصوات بالغناء المبحوح المتقطع
لا أعرف مصدرها
تأخذني من يدي إلى غيوم على نهر ميّت.
سمعتُ من الذين مرُّوا قبلي
ويمّموا شطر السُّدُم الوسنانة
رافعين أصابع نصر مجذومة،
أنّ الكلمة في عصر الطواغيت
ما أكثر شهداءها؛
حيث أسراب الزمّج
تلعق الخناجر المسمومة،
والزبد الـمُدْمى
على الشاطئ الحجري
يتهادى بالريش
والكلمات.
أيها الوعد المتغضّن؛
يا زهر البحيرات الميتة
في القرن الواحد والعشرين !
عبد اللطيف الوراري
لا تعليق